فصل: الدنيا المحمودة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **


 الرضا

8537- عن عمر رضي الله عنه قال‏:‏ ما أبالي على أي حال أصبحت على ما أحب أو على ما أكره، لأني لا أدري الخير فيما أحب أو فيما أكره‏.‏

ابن المبارك وابن أبي الدنيا في الفرج والعسكري في المواعظ وسليم الرازي في عواليه ولفظه‏:‏ أني لا أدري في أيتهما الخيرة‏.‏

8538- عن الحسن بن علي أنه قيل له‏:‏ إن أبا ذر يقول‏:‏ الفقر أحب إلي من الغنى، والسقم أحب إلي من الصحة، فقال‏:‏ رحم الله أبا ذر، أما أنا فأقول‏:‏ من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن أنه في غير الحالة التي اختار الله له‏:‏ وهذا حد الوقوف على الرضا بما تصرف به القضاء‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

8539- ‏{‏علي رضي الله عنه‏}‏ عن علي قال‏:‏ من رضي بقضاء الله جرى عليه، وكان له أجر، ومن لم يرض بقضاء الله جرى وحبط عمله‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

8540- ‏{‏عبادة بن الصامت رضي الله عنه‏}‏ عن عبادة بن الصامت قال‏:‏ قال رجل‏:‏ يا رسول الله، أي العمل أفضل‏؟‏ قال الصبر والسماحة، قال‏:‏ أريد أفضل من ذلك‏؟‏ قال‏:‏ لا تتهم الله في شيء من قضائه‏.‏

‏(‏هب‏)‏‏.‏

 الزهد

8541- ‏{‏الصديق رضي الله عنه‏}‏ عن أبي ضمرة يعني ابن حبيب بن ضمرة قال‏:‏ حضرت الوفاة ابنا لأبي بكر، فجعل الفتى ينظر إلى وسادة فلما توفي قالوا لأبي بكر‏:‏ رأينا ابنك يلحظ إلى الوسادة، فرفعوا عن الوسادة، فوجدوا تحتها خمسة دنانير، أو ستة دنانير، فضرب أبو بكر بيده على الأخرى يرجع يقول‏:‏ إنا لله وإنا إليه راجعون، ما أحسب جلدك يتسع لها‏.‏

‏(‏حم‏)‏ في الزهد ‏(‏حل‏)‏ وله حكم الرفع، لأنه إخبار عن حال البرزخ‏.‏

8542- عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير أن أبا بكر لما جهز الجيوش إلى الشام قال لهم‏:‏ إنكم تقدمون الشام، وهي أرض سبيعة ‏(‏قال في القاموس‏:‏ وأرض مسيعة كمرحلة كثيرته‏.‏ ح‏)‏، وإن الله ممكنكم، حتى تتخذوا فيها مساجد، فلا يعلم الله أنكم إنما تأتونها تلهيا، وإياكم والأسرة ‏(‏الأسرة‏:‏ لعله بمعنى التسرى أي اتخاذ السراري أو اتخاذ الملك وأنواع النعيم فيمنعهم من الجهاد في سبيل الله لأن الخلود إلى السرار والملك والنعيم يمنع من ذلك‏.‏

قال في القاموس‏:‏ وقد تسرر وتسرى واستسر والسرير‏.‏‏.‏‏.‏ والملك والنعمة وخفض العيش انتهى‏.‏منه‏.‏ ح‏)‏‏.‏

ابن المبارك‏.‏

8543- عن إسماعيل بن محمد أن أبا بكر قسم قسما فسوى فيه بين الناس، فقال له‏:‏ يا خليفة رسول الله تسوي بين أصحاب بدر وسواهم من الناس‏؟‏ فقال أبو بكر‏:‏ إنما الدنيا بلاغ، وخير البلاغ أوسطه وإنما فضله في أجورهم‏.‏

‏(‏حم‏)‏ في الزهد‏.‏

8544- عن أبي بكر بن محمد الأنصاري أن أبا بكر قيل له يا خليفة رسول الله، ألا تستعمل أهل بدر‏؟‏ قال‏:‏ إني أرى مكانهم، ولكني أكره أن أدنسهم بالدنيا‏.‏

‏(‏حل‏)‏ ورواه ‏(‏كر‏)‏ عن الزهري‏.‏

8545- عن الحسن أن سلمان الفارسي أتى أبا بكر الصديق في مرضه الذي مات فيه، فقال أوصني يا خليفة رسول الله، فقال أبو بكر‏:‏ إن الله فاتح عليكم الدنيا، فلا يأخذن منها أحد إلا بلاغا‏.‏

الدينوري‏.‏

8546- ‏{‏مسند عمر رضي الله عنه‏}‏ عن ابن عمر أنه دخل عليه عمر وهو على مائدته، فأوسع له عن صدر المجلس، فقال‏:‏ بسم الله بيده، فلقم لقمة، ثم ثنى بأخرى، ثم قال‏:‏ إني أجد طعاما دسما، وما هو بدسم اللحم، فقال عبد الله‏:‏ يا أمير المؤمنين، إني خرجت إلى السوق أطلب السمين لأشتريه فوجدته غاليا، فاشتريت بدرهم من المهزول وحملت عليه بدرهم سمنا، فقال أردت أن تردد لي عظما عظما، فقال ما اجتمعا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قط، إلا أكل أحدهما، وتصدق بالأخر، فقال عبد الله‏:‏ خذ يا أمير المؤمنين، فلن يجتمعا عندي إلا فعلت ذلك، قال‏:‏ ما كنت لأفعل‏.‏

‏(‏ه‏)‏‏.‏

8547- عن سفيان قال‏:‏ كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري، إنك لن تنال عمل الآخرة بشيء أفضل من الزهد في الدنيا‏.‏

‏(‏ش حم‏)‏ في الزهد‏.‏

8548- عن عمر قال‏:‏ إياكم وكثرة الحمام وكثرة إطلاء النورة والتوطيء على الفراش، فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين‏.‏

ابن المبارك‏.‏

8549- عن عمر قال‏:‏ يا معشر المهاجرين لا تدخلوا على أهل الدنيا فإنها سخطة للرب‏.‏

ابن المبارك‏.‏

8550- عن عمر قال‏:‏ الزهادة في الدنيا راحة القلب والجسد‏.‏

ابن المبارك‏.‏

8551- عن عمر قال‏:‏ لا تنخلوا الدقيق، فإنه طعام كله‏.‏

ابن المبارك‏.‏

8552- عن شقيق قال‏:‏ كتب عمر إن الدنيا خضرة حلوة، فمن أخذها بحقها كان قمنا أن يبارك فيها، ومن أخذها بغير ذلك كان كالآكل الذي لا يشبع‏.‏

‏(‏ش‏)‏ وأبو القاسم بن بشران في أماليه‏.‏

8553- عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف وغيره، لما أتي إلى عمر بكنوز كسرى، فإذا من الصفراء والبيضاء ما يكاد يحار منه البصر فبكى عمر عند ذلك، فقال عبد الرحمن‏:‏ ما يبكيك يا أمير المؤمنين‏؟‏ إن هذا اليوم ليوم شكر وسرور وفرح، فقال عمر‏:‏ ما كثر هذا عند قوم إلا ألقى الله بينهم العداوة والبغضاء‏.‏

‏(‏ش حم‏)‏ في الزهد ‏(‏كر‏)‏‏.‏

8554- عن عمر قال‏:‏ ما الدنيا في الآخرة إلا كنفجة أرنب‏.‏

ابن المبارك ‏(‏ش‏)‏‏.‏

8555- عن الحسن قال‏:‏ مر عمر على مزبلة فاحتبس عندها، فكأنه شق على أصحابه تأذوا بها، فقال لهم‏:‏ هذه دنياكم التي يتحرصون عليها‏.‏

‏(‏حم‏)‏ في الزهد ‏(‏حل‏)‏‏.‏

8556- عن عمر قال‏:‏ نظرت في هذا الأمر، فجعلت إذا أردت الدنيا أضررت بالآخرة، وإذا أردت الآخرة أضررت بالدنيا، فإذا كان الأمر هكذا فأضروا بالفانية‏.‏

‏(‏حم‏)‏ فيه ‏(‏حل‏)‏‏.‏

8557- عن أبي سنان الدؤلي أنه دخل على عمر وعنده نفر من المهاجرين الأولين، فأرسل إلى سفط أتى به من قلعة العراق، فكان فيه خاتم فأخذه بعض بنيه فأدخله في فيه فانتزعه عمر منه، ثم بكى عمر، فقال له من عنده‏:‏ لم تبكي وقد فتح الله لك، وأظهرك على عدوك وأقر عينيك‏؟‏ فقال‏:‏ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ لا تفتح الدنيا على أحد إلا ألقى الله بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة، وأنا أشفق من ذلك‏.‏

‏(‏حم‏)‏‏.‏

8558- عن يحيى بن سعيد‏:‏ أن عمر بن الخطاب رأى جابر بن عبد الله وهو حامل لحما، فقال عمر‏:‏ ما هذا‏؟‏ قال يا أمير المؤمنين قرمنا إلى اللحم، فاشتريت بدرهم لحما، فقال عمر‏:‏ أما يريد أحدكم أن يطوى بطنه لجاره وابن عمه‏؟‏ فأين تذهب هذه الآية‏:‏ ‏{‏أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا‏}‏‏.‏

مالك‏.‏

8559- عن مسروق قال‏:‏ خرج علينا عمر بن الخطاب ذات يوم وعليه حلة قطر ‏(‏حلة قطر‏:‏ قال في القاموس‏:‏ ضرب من البرود‏.‏

وقال في النهاية‏:‏ أنه عليه السلام كان متوشحا بثوب قطري هو ضرب من البرود فيه حمرة ولها أعلام‏.‏‏.‏‏.‏انتهى‏.‏ح‏)‏ فنظر الناس إليه فقال‏:‏

لا شيء فيما يرى إلا بشاشته * يبقى الإله ويودى المال والولد

ثم قال‏:‏ والله ما الدنيا في الآخرة إلا كنفجة أرنب‏.‏

ابن أبي الدنيا في قصر الأمل‏.‏

8560- ‏{‏علي رضي الله عنه‏}‏ عن علي قال‏:‏ مات رجل من أهل الصفة، وترك دينارين أو درهمين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ كيتان صلوا على صاحبكم‏.‏

‏(‏حم خ‏)‏ في تاريخه ‏(‏عق‏)‏ وصححه والدورقي ‏(‏ص‏)‏‏.‏

8561- عن علي قال‏:‏ إذا كان يوم القيامة أتت الدنيا بأحسن زينتها، ثم قالت‏:‏ يا رب هبني لبعض أوليائك، ويقول الله لها‏:‏ يا لا شيء اذهبي فأنت لا شيء، أنت أهون علي من أن أهبك لبعض أوليائي فتطوى كما يطوى الثوب الخلق فتلقى في النار‏.‏

‏(‏حل‏)‏‏.‏

8562- عن علي قال‏:‏ لطلب المال والثروة أسرع في خراب دين الرجل من ذئبين ضاريين باتا في حظيرة غنم، ما زالا فيها حتى أصبحا‏.‏

العشاري في المواعظ‏.‏

8563- عن زيد بن علي قال‏:‏ قال علي‏:‏ في كلام له في ذم الدنيا‏:‏ حال بينه وبين هذا التراب عبد من خلق الله يتعبد له، يرجو ما في يديه فيتعب بدنه في مرضاته، يجرح دينه ويضع مروءته، حتى تحول بينه وبين ربه، يرجو الله في الكبير ويرجو العبد في الصغير فيعطي العبد ما لا يعطي الرب كما قال الله‏:‏ ‏{‏يصهر به‏}‏ كما يصنع به وكذلك أن خاف عبدا من عبيده أعطاه في خوفه منه ما لا يعطي الله، وكذلك من عظمت الدنيا في عينه وكثر موقعها عنده آثرها على الله‏.‏

العسكري في المواعظ‏.‏

8564- عن علي قال‏:‏ الدنيا جيفة فمن أرادها فليصبر على مخالطة الكلاب‏.‏

أبو الشيخ‏.‏

8565- عن علي قال‏:‏ إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وإن الآخرة مقبلة ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، ألا وإن الزاهدين في الدنيا اتخذوا الأرض بساطا والتراب فراشا والماء طيبا، ألا من اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات، ومن أشفق من النار رجع عن المحرمات، ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات ألا إن لله عبادا كمن رأى أهل الجنة في الجنة مخلدين، وأهل النار في النار معذبين، شرورهم مأمونة، وقلوبهم مخرونة، وأنفسهم عفيفة، وحوائجهم خفيفة، صبروا أياما لعقبى رحلة طويلة، أما الليل فصافون أقدامهم، تجري دموعهم على خدودهم، يجأرون إلى ربهم‏:‏ ربنا ربنا، يطلبون فكاك رقابهم، وأما النهار فعلماء حلماء بررة أتقياء، كأنهم القداح ينظر إليهم ناظر فيقول‏:‏ مرضى‏؟‏ وما بالقوم من مرض، وخولطوا ولقد خالط القوم أمر عظيم‏.‏

الدينوري ‏(‏كر‏)‏‏.‏

8566- عن علي أنه سئل عن الدنيا‏؟‏ فقال‏:‏ أطيل أم أقصر‏؟‏ فقيل أقصر فقال‏:‏ حلالها حساب، وحرامها عذاب، فدعوا الحلال لطول الحساب، ودعوا الحرام لطول العذاب‏.‏

ابن أبي الدنيا في ذم الدنيا والدينوري ‏(‏كر‏)‏‏.‏

8567- عن شيخ من بنى عدي قال‏:‏ قال رجل لعلي بن أبي طالب‏:‏ يا أمير المؤمنين صف لنا الدنيا، قال‏:‏ وما أصف لك من دار، من صح فيها أمن، ومن سقم فيها ندم، ومن افتقر فيها حزن، ومن استغنى فيها فتن، حلالها حساب وحرامها النار‏.‏

ابن أبي الدنيا والدينوري‏.‏

8568- عن علي أنه سئل عن الدرهم لم سمي درهما، وعن الدينار لم سمي دينارا‏؟‏ فقال‏:‏ أما الدرهم فسمي دارهم، وأما الدينار فضربته المجوس فسمي دينارا‏.‏

‏(‏خط‏)‏ في تاريخه‏.‏

8569- عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فضل العلماء، فقال‏:‏ قلوبهم ملأى من الداء ولا داء أشد من حب الدنيا، ولا دواء أكبر من تركها، فاتركوا الدنيا تصلوا إلى روح الآخرة‏.‏

الديلمي وفيه بكر بن الأعنق قال في المغنى‏:‏ لا يصح حديثه‏.‏

8570- عن علي قال‏:‏ لا تزرعوا معي في السواد ‏(‏معي‏:‏ لعله معا أي مجتمعين على الزراعة فينشأ عن ذلك ترك الجهاد والإقبال على جمع المال، وما فعل ذلك قوم إلا اقتتلوا‏.‏ ح‏)‏، فإنكم إن تزرعوا تقتتلوا على مائة بالسيوف، وإنكم إن تقتتلوا تكفروا‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏

8571- عن ابن عباس قال‏:‏ ما انتفعت بكلام أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا بشيء كتب به إلي علي بن أبي طالب، فإنه كتب إلي‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد يا أخي، فإنك تسر بما يصير إليك مما لم يكن ليفوتك، ويسوءك ما لم تكن تدركه، فما نلت من الدنيا فلا تكن به فرحا، وما فاتك منها فلا تكن عليه حزينا، وليكن عملك لما بعد الموت والسلام‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

8572- عن الحسن بن علي قال‏:‏ قال لي علي بن أبي طالب‏:‏ أي بني لا تخلفن وراءك شيئا من الدنيا، فإنك تخلفه لأحد رجلين، إما رجل عمل فيه بطاعة الله فسعد بما شقيت به وإما رجل عمل فيه بمعصيته فكنت عونا له على ذلك، وليس أحد هذين بحقيق أن تؤثره على نفسك‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

8573- ‏{‏سعد رضي الله عنه‏}‏ عن أبي سفيان قال‏:‏ دخل سعد على سلمان يعوده، فقال‏:‏ أبشر أبا عبد الله، مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض، قال سلمان‏:‏ كيف يا سعد وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ بلغة أحدكم من الدنيا كزاد الراكب حتى يلقاني‏؟‏

أبو سعيد ابن الأعرابي في الزهد‏.‏

8574- ‏{‏أنس رضي الله عنه‏}‏ عن أنس قال‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر والنضير على حمار باكاف مخطوم بحبل ليف، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ يا أيها الناس دعوا الدنيا - ثلاث مرات - من أخذ من الدنيا فوق ما يكفيه فإنما يأخذ من حتفه وهو لا يشعر‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

8575- ‏{‏البراء بن عازب رضي الله عنه‏}‏ أخبرني عمر بن إبراهيم بن سعد الفقيه، أنا أبو الحسن عيسى بن حامد بن بشر القاضي، ثنا أبو عمرو مقاتل بن صالح بن زمانة المرزوي‏:‏ ثنا أبو العباس محمد بن نصر بن العباس، ثنا محمود بن غيلان، ثنا يحيى بن آدم، ثنا المفضل بن مهلهل، عن محمد بن سليمان، عن مكحول، عن البراء بن عازب قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن لله تعالى خواص، يسكنهم رفيع الدرجات، لأنهم كانوا في الدنيا أعقل الناس، قيل‏:‏ وكيف كانوا أعقل الناس يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ كانت همتهم المسابقة إلى الطاعة، وهانت عليهم فضول الدنيا وزينتها‏.‏

ابن النجار‏.‏

8576- عن موسى بن مطير عن أبي إسحاق قال‏:‏ قال لي البراء بن عازب‏:‏ ألا أعلمك دعاء علمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ إذا رأيت الناس قد تنافسوا الذهب والفضة فادع بهذه الدعوات‏:‏ اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، وأسألك عزيمة الرشد، وأسألك شكر نعمتك، والصبر على بلائك، وحسن عبادتك، والرضا بقضائك، وأسألك قلبا سليما ولسانا صادقا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك لما تعلم‏.‏

‏(‏طب‏)‏ وأبو نعيم، قال‏:‏ في المغنى‏:‏ موسى بن مطير قال غير واحد‏:‏ متروك الحديث‏.‏

8577- عن سهل بن سعد قال‏:‏ جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله‏:‏ دلني على عمل إذا أنا عملته أحبني الله، وأحبني الناس قال‏:‏ ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏ ومر برقم ‏[‏6091‏]‏‏.‏

8578- عن ابن عباس أن الله تعالى ناجى موسى بمائة ألف كلمة وأربعين ألف كلمة، في ثلاثة أيام وصايا كلها، فلما سمع موسى كلام الآدميين مقتهم مما وقع في مسامعه من كلام الرب، وكان فيما ناجاه أن قال‏:‏ يا موسى إنه لم يتصنع إلى المتصنعون بمثل الزهد في الدنيا، ولم يتقرب إلي المتقربون بمثل الورع عما حرمت عليهم، ولم يتعبد المتعبدون بمثل البكاء من خشيتي، فقال موسى‏:‏ يا رب وإله البرية كلها ويا مالك يوم الدين، ويا ذا الجلال والإكرام، ماذا أعددت لهم وماذا جزيتهم‏؟‏ قال‏:‏ أما الزاهدون في الدنيا فإني أبيحهم جنتي يتبوأون منها حيث شاءوا وأما الورعون عما حرمت عليهم فإذا كان يوم القيامة لم يبق أحد إلا ناقشته الحساب وفتشته عما في يديه إلا الورعون، فإني أستحييهم وأجلهم وأكرمهم وأدخلهم الجنة بغير حساب، وأما الباكون من خشيتي فأولئك لهم الرفيق الأعلى لا يشاركهم فيه أحد‏.‏

‏(‏هب كر‏)‏ وسنده ضعيف‏.‏

8579- عن ابن عباس قال‏:‏ يؤتى بالدنيا يوم القيامة في صورة عجوز شمطاء زرقاء، أنيابها بادية، مشوه خلقها، تشرف على الخلائق، فيقال‏:‏ تعرفون هذه‏؟‏ فيقولون‏:‏ نعوذ بالله من معرفة هذه، فيقال‏:‏ هذه الدنيا التي تناحرتم عليها، بها تقاطعتم، وبها تحاسدتم، وتباغضتم واغتررتم ثم تقذف في جهنم، فتنادي‏:‏ أي رب أين أتباعي وأشياعي‏؟‏ فيقول الله عز وجل‏:‏ ألحقوا بها أتباعها وأشياعها‏.‏

أبو سعيد ابن الأعرابي في الزهد‏.‏

8580- عن أحمد بن المغلس‏:‏ حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، ثنا مالك عن نافع عن ابن عمر قال‏:‏ أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله دلني على عمل إذا أنا عملته أحبني الله من السماء، وأحبني الناس من الأرض، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس‏.‏

‏(‏كر‏)‏ وأحمد بن المغلس يضع الحديث‏.‏ ومر الحديث ‏[‏8577‏]‏‏.‏

8581- عن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ ليأتين على الناس زمان، قلوبهم فيه قلوب الأعاجم، فقيل له، وما قلوب الأعاجم‏؟‏ قال‏:‏ حب الدنيا، وسنتهم سنة الأعراب، ما آتاهم الله من رزق جعلوه في الحيوان، يرون الجهاد ضرارا والصدقة مغرما‏.‏

ابن جرير‏.‏

الزهد تتمة

8582- عن ابن مسعود قال‏:‏ من أراد الآخرة أضر بالدنيا، ومن أراد الدنيا أضر بالآخرة فأضروا بالفاني للباقي‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

8583- عن علي بن رباح قال‏:‏ سمعت عمرو بن العاص يقول على المنبر‏:‏ ألا أيها الناس ما أبعد هديكم من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ كان من أزهد الناس في الدنيا، وأنتم أرغب الناس فيها‏.‏

‏(‏كر‏)‏ وقال هذا حديث صحيح وابن النجار‏.‏

8584- عوف بن مالك الأشجعي - رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعة سلسلة من ذهب بقية بقيت من قسمة الفيء، بطرف عصاه، فتسقط ثم يرفعها، وهو يقول‏:‏ فكيف أنتم يوم يكثر لكم من هذا‏؟‏ فلم يجبه أحد، فقال رجل‏:‏ والله لوددنا لو أكثر الله لنا منه‏.‏ فصبر من صبر وفتن من فتن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لعلك تكون فتنة ثم تعقون‏.‏

نعيم وسنده صحيح‏.‏

8585- عن أبي أمامة قال‏:‏ لقد توفي رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يجدوا له كفنا، فقالوا‏:‏ يا نبي الله إنا لم نجد له كفنا، فقال التمسوا في مئزره فوجدوا دينارين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم كيتان، صلوا على صاحبكم‏.‏

‏(‏‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏ مر برقم ‏[‏6298 - 8560‏]‏ وقال رواه أحمد عن علي‏.‏ ص‏)‏‏.‏

8586- عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ إن عزيرا كان من المتعبدين، فرأى في منامه أنهارا تطرد، ونيرانا تشتعل، ثم نبه، ثم نام فرأى في منامه قطرة ماء كوبيص دمعة فهي في شرارة من نار في دجن ‏(‏دجن‏:‏ بفتح الدال وسكون الجيم‏:‏ الغيم الذي يغشى الأرض انتهى‏.‏ قاموس‏.‏ ح‏)‏، ثم أنه نبه فكلم الله عز وجل، فقال‏:‏ رب رأيت في منامي أنهارا تطرد، ونيرانا تشتعل، ورأيت أيضا قطرة من ماء كوبيص دمعة وشرارة من نار، فأجابه الله عز وجل‏:‏ أما ما رأيت في الأول يا عزير أنهارا تطرد ونيرانا تشتعل، فما قد خلا من الدنيا، وأما ما رأيت من قطرة الماء كوبيص دمعة وشرارة من نار في دجن فما قد بقي من الدنيا‏.‏

‏(‏كر‏)‏ وفيه جميع بن ثوب منكر الحديث‏.‏

8587- عن أبي جحيفة ‏(‏أبو جحيفة كجهينة‏:‏ اسمه‏:‏ وهب بن عبد الله من الصحابة انتهى‏.‏ قاموس والإصابة‏.‏ ح‏)‏ قال‏:‏ أكلت ثريدا ولحما وسمنا، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أتجشأ، فقال احبس جشاءك يا أبا جحيفة، فإن أكثركم شبعا اليوم أطولكم جوعا يوم القيامة‏.‏

ابن جرير‏.‏ ومر ‏[‏6220‏]‏‏.‏

8588- عن أبي الدرداء قال‏:‏ كنت تاجرا قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم، فلما بعث زاولت التجارة والعبادة، فلم يجتمعا، فأخذت العبادة، وتركت التجارة، والذي نفس أبي الدرداء بيده، ما أحب أن لي اليوم حانوتا على باب المسجد لا تخطئني فيه صلاة أربح فيه كل يوم أربعين دينارا أتصدق في سبيل الله، قيل له‏:‏ لم يا أبا الدرداء‏؟‏ وما تكره من ذلك‏؟‏ قال‏:‏ شدة الحساب‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

8589- عن أبي الدرداء قال‏:‏ الدينار دار من لا دار له، ولها يجمع من لا عقل له‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏ ومر برقم ‏[‏6086‏]‏‏.‏

8590- عن أبي الدرداء قال‏:‏ الدنيا ملعونة ملعون ما فيها، إلا ذكر الله وما أولى إليه، والعالم والمتعلم في الخير شريكان، وسائر الناس همج لا خير فيهم‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏ ومر برقم ‏[‏6084‏]‏‏.‏

8591- يا أبا ذر أترى أن كثرة المال هو الغنى‏؟‏ وقلة المال هو الفقر‏؟‏ إنما الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب، من كان الغنى في قلبه فلا يضره ما لقي من الدنيا، ومن كان الفقر في قلبه فلا يغنيه ما أكثر له في الدنيا وإنما يضر نفسه شحها‏.‏

‏(‏ن حب طب ص‏)‏‏.‏

8592- يا أبا ذر‏:‏ أترى كثرة المال هو الغنى‏؟‏ وترى قلة المال هو الفقر‏؟‏ ليس كذلك، إنما الغنى غنى القلب‏.‏

‏(‏ك‏)‏‏.‏

8593- يا أبا ذر إنه لا يضرك من الدنيا ما كان للآخرة، إنما يضر من الدنيا ما كان للدنيا‏.‏

أبو نعيم عن ابن عباس‏.‏

8594- عن أبي هاشم بن عتبة أن معاوية عاده وهو طعين، فبكى فقال له معاوية‏:‏ ما يبكيك‏؟‏ أوجع أم حرص على الدنيا؛ قال‏:‏ لا ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهدا، فوددت أني تبعته، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ لعلك أن تدرك أموالا تقسم بين أقوام، وإنما يكفيك من جمع المال خادم ومركب في سبيل الله‏.‏

‏(‏كر‏)‏ وقال‏:‏ فيه سمرة بن سهم الأسدي، قال ابن المديني‏:‏ مجهول لا نعلم أحدا روى عنه غير أبي وائل‏.‏

8595- ‏{‏أبو هريرة رضي الله عنه‏}‏ عن محمد بن يونس‏:‏ حدثنا عبد الله بن داود التمار الواسطي، حدثنا إسماعيل بن عياش عن ثور بن يزيد عن مكحول عن أبي هريرة، قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا أبا هريرة عليك بطريق قدم إذا فزع الناس لم يفزعوا، وإذا طلب الناس الأمان لم يخافوا، قوم من أمتي في آخر الزمان يحشرون يوم القيامة محشر الأنبياء إذا نظر الناس إليهم ظنوا أنهم أنبياء بما يرون من حالهم فأعرفهم فأقول أمتي فيقول الخلائق‏:‏ إنهم ليسوا بأنبياء؛ فيمرون مثل البرق والريح، تغشى من نورهم أبصار أهل الجمع، فقلت‏:‏ يا رسول الله فمرني بمثل عملهم، لعلي ألحق بهم، فقال‏:‏ يا أبا هريرة ركبوا طريقا صعب المدرجة، مدرجة الأنبياء، طلبوا الجوع بعد أن أشبعهم الله تعالى، وطلبوا العرى بعد أن كساهم الله تعالى، وطلبوا العطش بعد أن أرواهم الله تعالى، تركوا ذلك رجاء ما عند الله، تركوا الحلال مخافة حسابه، وصاحبوا الدنيا فلم تشغل قلوبهم، تعجب الملائكة من طواعيتهم لربهم، طوبى لهم، ليت الله عز وجل قد جمع بيني وبينهم، ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقا إليهم، فقال‏:‏ يا أبا هريرة إذا أراد الله بأهل الأرض عذابا فنظر إلى ما بهم من الجوع والعطش كف ذلك العذاب عنهم، فعليك يا أبا هريرة بطريقهم، من خالف طريقهم بقي في شدة الحساب، قال مكحول‏:‏ فقد رأيت أبا هريرة وإنه ليتلوى من الجوع والعطش، فقلت له‏:‏ رحمك الله أرفق بنفسك، فقد كبرت سنك، فقال‏:‏ يا بني إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر قوما وأمرني بطريقهم، فأخاف أن يقطع القوم طريقهم، ويبقى أبو هريرة في شدة الحساب‏.‏

الديلمي قال في الميزان‏:‏ عبد الله بن داود الواسطي التمار، قال ‏(‏خ‏)‏‏:‏ فيه نظر، وقال ‏(‏ن‏)‏‏:‏ ضعيف، وقال أبو حاتم‏:‏ ليس بقوي وفي أحاديثه مناكير، وتكلم فيه ‏(‏حب‏)‏، وقال ‏(‏عد‏)‏‏:‏ هو ممن لا بأس به إن شاء الله، قال الذهبي‏:‏ بل كل البأس به، ورواياته تشهد بصحة ذلك، وقد قال ‏(‏خ‏)‏‏:‏ فيه نظر ولا يقول هذا إلا فيمن يتهمه غالبا‏.‏

8596- عن أبي هريرة‏:‏ كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض حيطان المدينة، فقال‏:‏ يا أبا هريرة هلك المكثرون، وفي لفظ‏:‏ المكثرون هم الأقلون، إلا من قال هكذا، كذا وكذا، وأومى عن يمينه، وعن يساره، وقليل ما هم، ثم قال‏:‏ يا أبا هريرة هل أدلك على كنز من كنوز الجنة قلت‏:‏ بلى يا رسول الله، قال تقول‏:‏ لا حول ولا قوة إلا بالله، ولا ملجأ ولا منجا من الله إلا إليه، ثم قال‏:‏ يا أبا هريرة هل تدري ما حق الله عز وجل على الناس، وما حق الناس على الله، قلت‏:‏ الله ورسوله أعلم، قال‏:‏ فإن حق الله على الناس أن يعبدوه ولا يشركوا به، فإذا فعلوا ذلك فحق عليه أن لا يعذبهم‏.‏

‏(‏حم ك‏)‏‏.‏

8597- عن أبي واقد قال‏:‏ كنا نأتي النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا نزل عليه شيء من القرآن أخبرنا به، فقال لنا ذات يوم‏:‏ قال الله‏:‏ إنا أنزلنا المال لإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، ولو أن لابن آدم واديا من المال، لابتغى إليه الثاني، ولو أن له الثاني، لابتغى إليه الثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب‏.‏

الحسن بن سفيان وأبو نعيم‏.‏ ومر برقم ‏[‏7432‏]‏‏.‏

8598- عن عائشة قالت‏:‏ جلست أبكي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ما يبكيك‏؟‏ إن كنت تريدين اللحوف بي فيكفيك من الدنيا مثل زاد الراكب، ولا تخالطين الأغنياء‏.‏

أبو سعيد ابن الأعرابي في الزهد‏.‏

8599- عن ابن سيرين قال‏:‏ كان يقال المسلم المسلم عند الدرهم‏.‏

‏(‏ق‏)‏ في الزهد‏.‏

8600- عن عمرو بن غيلان الثقفي عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال‏:‏ اللهم من آمن بي وصدقني أن ما جئت به الحق من عندك، فأقل ماله وحبب إليه لقاءك، وعجل له القضاء، ومن لم يؤمن بي، ولم يصدقني ولم يعلم أن ما جئت به الحق فأكثر ماله وولده، وأطل عمره‏.‏

البغوي ‏(‏هو‏:‏ الإمام الحافظ الفقيه المجتهد محي السنة أبو محمد الحسين بن مسعود ابن محمد بن الفراء الشافعي صاحب معالم التنزيل وشرح السنة والتهذيب والمصابيح وغير ذلك‏.‏ وتوفي سنة ‏(‏516‏)‏ ه‏.‏

تذكرة الحفاظ ‏(‏4/1257‏)‏‏.‏انتهى‏.‏ص‏)‏ وابن منده‏.‏

8601- عن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا جرير إني أحذرك الدنيا، وحلاوة رضاعها، ومرارة فطامها‏.‏

الديلمي‏.‏

 الدنيا المحمودة

8602- ‏{‏الصديق رضي الله عنه‏}‏ عن أبي أمامة الباهلي عن أبي بكر الصديق، قال دينك لمعادك، ودرهمك لمعاشك، ولا خير في امرء بلا درهم‏.‏

‏(‏هب‏)‏‏.‏

8603- ‏{‏علي كرم الله وجهه‏}‏ عن عاصم بن ضمرة قال‏:‏ ذم رجل الدنيا عند علي، فقال علي‏:‏ الدنيا دار صدق لمن صدقها، ودار نجاة لمن فهم عنها‏:‏ ودار غنى لمن تزود منها، مهبط وحي الله، ومصلى ملائكته، ومسجد أنبيائه، ومتجر أوليائه، ربحوا فيها الرحمة، فاكتسبوا فيها الجنة، فماذا يذمها‏؟‏ وقد آذنت ببينها، ونادت بفراقها، وشبهت بسرورها السرور، وببلائها البلاء، ترهيبا وترغيبا، فيا أيها الذام للدنيا المعلل نفسه، متى خدعتك الدنيا، أو متى استذمت إليك؛ أبمصارع آبائك في البلى؛ أم بمصارع أمهاتك تحت الثرى، كم مرضت بيديك، وعللت بكفيك؛ تطلب الشفاء وتستوصف له الأطباء، لا يغني عنك دواؤك، ولا ينفعك بكاؤك‏.‏

الدينوري ‏(‏كر‏)‏‏.‏

8604- عن علي قال‏:‏ خياركم من لم يدع آخرته لدنياه، ولا دنياه لآخرته‏.‏

علي بن معبد في كتاب الطاعة والعصيان ‏(‏كر‏)‏‏.‏

8605- عن حذيفة قال‏:‏ ليس خياركم من ترك الدنيا للآخرة، ولا من ترك الآخرة للدنيا، ولكن خياركم من أخذ من كل‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

8606- عن حذيفة قال‏:‏ خياركم الذين يأخذون من دنياهم لآخرتهم ومن آخرتهم لدنياهم‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

 ستر العيب

8607- عن الشعبي أن رجلا أتى عمر بن الخطاب، فقال‏:‏ إن لي ابنة كنت وأدتها في الجاهلية، فاستخرجناها قبل أن تموت، فأدركت معنا الإسلام فأسلمت، فلما أسلمت أصابها حد من حدود الله تعالى، فأخذت الشفرة لتذبح نفسها فأدركناها، وقد قطعت بعض أوداجها، فداويناها حتى برئت، ثم أقبلت بعد بتوبة حسنة وهي تخطب إلى قوم فأخبرهم من شأنها بالذي كان‏؟‏ فقال عمر‏:‏ أتعمد إلى ما ستر الله فتبديه؛ والله لئن أخبرت بشأنها أحدا من الناس لأجعلنك نكالا لأهل الأمصار، بل أنكحها إنكاح العفيفة المسلمة‏.‏

هناد والحارث‏.‏

8608- عن الشعبي أن عمر بن الخطاب كان في بيت ومعه جرير بن عبد الله، فوجد عمر ريحا، فقال‏:‏ عزمت على صاحب هذه الريح لما قام فتوضأ، فقال جرير‏:‏ يا أمير المؤمنين أو يتوضأ القوم جميعا؛ فقال عمر‏:‏ رحمك الله، نعم السيد كنت في الجاهلية، نعم السيد أنت في الإسلام‏.‏

ابن سعد‏.‏

8609- عن جرير قال‏:‏ تنفس رجل ونحن خلف عمر بن الخطاب فصلى، فلما انصرف قال‏:‏ أعزم على صاحبها إلا قام فتوضأ، فأعاد صلاته، فلم يقم أحد، فقلت يا أمير المؤمنين لا تعزم عليه، ولكن اعزم علينا كلنا فتكون صلاتنا تطوعا، وصلاته الفريضة، فقال عمر‏:‏ فإني أعزم عليكم، وعلى نفسي فتوضأوا وأعادوا الصلاة‏.‏

ابن أبي الدنيا في كتاب الأشراف‏.‏

الشفاعة

8610- عن عمر رضي الله عنه قال‏:‏ إذا حضرتمونا فاسألوا في العفو جهدكم، فإني إن أخطئ في العفو أحب إلي من أن أخطئ في العقوبة‏.‏

‏(‏هق‏)‏‏.‏